الخميس، 17 مايو 2012

طيفٌ يراودُني


طيفٌ يراودُني

طارت نملة وحلقت في سماء الفرح والسعادة, فقد خرجت من نفق الأهوال المظلم إلى نور الحياة الفسيح.

ذاك النفق حفرته لتستعين به وقت الأزمات فإذا بورقة شجرةٍ ذابلة تسد النور وتكاد تحيل أمل نملتنا في الحياة إلى الجحيم .



هذه النملة ليست عادية, فقد ضبطها قسم الأمن القومي بضاحية النفق الثامن في يدها ورق التوت زعموا أن عليه مخطط أنفاق يصل إلى القصر الملكي.
لم تعرف هي كيف خرجت من السجن بريئة بعدما استأسد كبير محامي بلد الصرصار يدافع عن حق المسكينة.
دخلت نملة وخرجت نملة لم يتغير فيها شيء سوى بعض الخبرة .
في نظرها كان ذاك النفق سجناً, ولكنها استطاعت الخروج منه بفضل الخبرة .

عندما ملأ النور عيونها وفاض , لمحت بجوارها حجراً أصماً يرقد على طرف نملة تبدو قادمةً من ضاحية النفق الأرضي, ولذلك لم تعرف أن الحجر يضر ولا ينفع .


لم تجد نملتنا حرجاً في دفع الضر وفعل الخير, جلبت عوداً جففته أشعة حقد البشر, وضعته بين التراب والحجر, وراحت بكل قوة تزيل الضرر..
 لكن .. تحول الحجر من نملة النفق الأرضي إلى نملتنا لتحيلها رماداً دونما احتراق.




بكت عليها نملة النفق, وصلت عليها صلاة الوداع.
رحلت نملتنا ..

لكن طيفها يتجلى على صفحة كوب قهوتي كل صباح..

هناك تعليقان (2):

  1. كلمات رائعة صديقي عمر..
    موفق عزيزي

    ردحذف
  2. ربى يوفقك قصة موفق فيها ان شا الله

    ردحذف