الأربعاء، 9 مايو 2012

النكبة عندنا نكبتان..


النكبة عندنا نكبتان..


في ذكرى النكبة الفلسطينية "15-5-1948م", بدأت أسأل من أقابل عن تاريخ النكبة والبلدة الأصلية و بعض معلومات عن حق العودة وفلسطين ...
فكانت الإجابات عجباً عجاب :

طالب في الثانوية سألته عن تاريخ النكبة فأجاب أنها عام سنة (48 فقط) أما المساحة فتركها لمن يريد أن يعرف ثم تهرب من الإجابة على باقي الأسئلة وغيّر الموضوع .
وآخر سألته عن بلدته الأصلية  قال إنها يافا و تقع في (الضفة الغربية), وثالث يعرّف حق العودة بأنه الرجوع بعد عودة العودة , ورابع في الإعدادية لا يعرف إلا أن النكبة في 1900 فقط ...
وعندما سألت طالباً آخر عن مساحة فلسطين فأجاب أنها (3650م ) أو قريباً من ذلك فصححها زميله بأنها 2700كم فأجبته بأنها 27 ألف و27 كم .
والأعجب من ذلك أنهم ينكرون دور المدرسة في تعريفهم بأرضهم وبلادهم المهجرة, سوى بعض مدرسي المواد الاجتماعية .

 فأين الخلل ؟؟!


هل من الطلاب أنفسهم الذين لا يقرأون وإن قرأوا لا يفهمون , وينتظرون آخر يوم في الامتحانات حتى يمزقوا كتبهم ومذكراتهم الدراسية ؟
أم من المدارس التي لا تهتم سوى بالزي المدرسي أو قصة الشعر وعدم وضع الطلاب للجل والتأكد من عدم اصطحاب الطالبات لجوالاتهن إلى المدرسة – رغم أنها أمور تربوية لا أنكرها- ؟
أم من أولياء الأمور الذين لا يكادون يستطيعون توفير قوت أولادهم إضافة لانشغالهم بأمور أخرى بعيداً عن تربية أبنائهم على حب الوطن وألحان العودة ؟
أم من وسائل الإعلام المحلية التي لا تعرف سوى التناطح وتراشق الاتهامات واستعراض العضلات المفتولة بعيداً عن تدعيم حق العودة في نفوس المواطنين وإن كانت هناك مبادرات لذلك فهي لا تصل لمستوى التأثير.
أم من المؤسسات الرسمية المنشغلة بهمومها الداخلية وسعي بعضها لترسيخ الانقسام وإلهاء المواطنين بالراتب والوظائف عن الهدف الأسمى لحياة الفلسطيني وهو تحرير الأرض ؟
أم هو الاحتلال الذي أصبح الشماعة الأولى والأخيرة التي نعلق عليها كل شيء قبيح لنتهرب من انتقاد الذات والاعتراف بالتقصير ؟؟

لا أنكر أن هناك جهوداً مباركة يسهم فيها كل من هو وطني يحن لأرضه ويصبو لأن يطأ هو أو أحفاده أرض بلاده وأن تتحرر من دنس الغاصبين ولكنها جهود فردية لا تحقق الأثر المطلوب لتواصل نبض العودة في قلوب اللاجئين ..

إن مهمة الحفاظ على نبض أجيال العودة إلى فلسطين هي مهمة مقدسة لا تلقى فيها المسؤولية على فئة دون غيرها ..

بل هناك حاجة ماسة لتضافر الجهود الرسمية والأهلية والشعبية والمجتمعية لتنظيم الصفوف والعمل ضمن آليات ومخططات معد لها ومنظمة للتحقيق انتماء الأجيال القادمة لأرضهم ووطنهم ..

فكيف لمن لا يعرف عن بلده شيئاً ، أن يحرره وهو لا يعرف الطريق إليه ؟؟!

هناك 7 تعليقات:

  1. في متطلب الجغرافية الفلسطينية احضر محاضرة وسترى العجب ، كيف لطالبات وصلن الى المستوى الجامعي دون أن تعلم اقل الاساسيات عن بلآدها ، لآ يعلمن النهر من البحر ، احدآهن جعلت الجليل في الجنوب و الخليل في الغرب !
    و أخرى صآغت تآريخآ جديدآ فنكبتنآ اصبحت في 67 لا في 48 فليصحح التآريخ اخطآءه !!
    الادهى مَن تقف متبجحة وتقول اسرائيل كيآن موجود على الارض / لمآذا نجآدل على لآ شيء و لا نعترف بها
    حس الوطنية مفقود لدى الكثير !
    مآ يعلمونه عن العودة هو مفتاح جدهم الصدء تحت وسآدته الخشنة !!
    ومآزل خلف الستآر الكثير !

    ردحذف
  2. هي أزمة بكل تأكيد .. لكن عند التركيز على النشئ وطلاب المدارس في محاولة للتغيير من حالهم .. فيصبح هناك فرصة لتدارك ما فات ..

    وأزمة الثقافة مستشرية في كل الفئات العمرية .. بعيداً عن التعميم

    ردحذف
  3. بما أنه عآم التعليم كمآ يزعمون
    يجب توجيه هذه الطاقات نحو هذه الاجيال لتحسين
    الوضع جوهريا وليس سطحيا كمان نشاهد ونسمع !
    لا يكون ذلك بزيادة المناهج على الطلاب او المواد التي
    تخص الموضوع / لكن نشآطآت و دورات و توجيهات !

    الامر يحتاج الى طاقة ووقت ..

    ردحذف
  4. أشكرك جزيلاً على هذه الإضافة

    ردحذف
  5. موضوعك رائع ياأستاذ عمر وهو على الجرح تماماً كما يقولون..
    فكثيرا من أبناء شعبنا يجهل الكثير حتى طلاب الجامعات واصحاب التخصصات الجغرافية والتاريخية .. للأسف لاسلوب التجهيل المتبع وتكديس العلم أصبح نظام حفظ وليس فهم ومناقشة ونشاط ..
    اسمح لي أن اقتبس مقالك هذا وأنقله في موقع تعليمي حتى ينتشر ويصل ماتصبو إليه إلى المختصين في التربية والتعليم ؟؟
    مع خالص الشكر

    ردحذف
  6. توكيلي على الله ..
    عسى أن يسهم هذا الموضوع مع غيره في إحداث أثر ..

    ردحذف
  7. موضوعك جدا راءع بس اللى يزعلنى جدا انو يكون ابن البلد ومولود وعايش بنفس البلد وعؤى ذات الارض ويكون جاهل حسافة والله

    ردحذف