الأربعاء، 25 أبريل 2012

رفقــة لــم تـــدم


رفقــة لــم تـــدم






هو صديقي منذ الأزل, لم أتخاصم معه يوماً, لا يفشي سراً أبداً, لا يبغض, لا يحسد, بل دائماً يبثُّ فيّ التفاؤل ويعكس على قلبي صفحة الحياة الصافية.
انتظره كل مساء, تحت قبة السماء, نلتقي نتبادل الغمزات والضحكات, والروايات والأحداث, كم أكون سعيداً وهو يصغي إليّ دون مقاطعة, كم أود أن أسأله يوماً من أين تعلم أدب الحديث؟ ومن أين اكتسب الرونق الأصيل والخلق الدمث؟
عجباً له من صديق..
ولكن فيه طبعاً لا أدري أذم هو أو مدح؟ فتارةً يطلّ عليّ بكامل بهائه, وأخرى يحرمني من بعضه, وأحياناً يتخلف عني .
مع الزمن بدأت أشك بعزم صداقته .
كيف يتركني وحيداً وقد تعاهدنا ألا نفترق؟!
لبثت أياماً حائراً, أقلب كفاً بكف, أدور في حيص بيص: 

هل أعامله بالمثل ؟ هل أغفر له؟ أم ماذا ؟

بعد مدة عاد على عجل .

أتخلف عهدنا يا صديق ؟!
أنسيت الأيام الخوالي, ألم أكن نعم الرفيق؟!
كيف تصادق جفو الصديق؟

ابتسم وقال لي:

لا تحزن, فأنا على الود باقٍ, ولماء المحبة ساقٍ, ولكن قوماً أطالوا الأمل, أساؤوا العمل, أطل عليهم .. تقر المقل, وأرضى بهم رفقة فترة, ثم أروى لهم زهرةً, وأضيء لهم حارةً, وأشياء أخرى دعْها بسر الغيب,
يا صديق كم هنئنا معاً وسرنا معاً درب الطريق؟
هالني ما سمعت .. علمت أنه أراد الرحيل.
لم استطع منعه, رغم عهدي معه.

انطلق في طريق وأنا في طريق.

مضى الزمن, أصبحنا نلتقي عند مفترق الطرق, نراجع بعض الذكريات الجميلة وننسى سبب الفراق, ثم نلتقي ثانية.


هكذا تدور الحياة مع صديقي القمر .

صديقي القمر ..

رفقة العمر لا تضاهيها رفقة, رغم البعد والجفاء .



هناك تعليق واحد: