الأحد، 19 فبراير 2012

عرس الحرية

عـــرس الحـــريــــة

تعبق نسائم الحرية الأجواء ليغدو الجو حميمياً مصحوباً بموجات من الفرحة تنشط أحياناً وأحياناً أخرى تتساقط دموع الفرحة ندىً على أوراق العزة والكرامة لتسطر حروف المجد والانتصار ..

?       تشرق شمس الحرية على نفوس لطالما تاقت لها .. وتشوقت لنيلها .. وسعت للوصول إليها ..

?       ستُبعٍد قبور الأحياء من ظلماتها .. خمسمائةٍ وخمسين نفساً بعدما أجبرتها يد الحق على ذلك .

? يُزف إلى جنة الحرية خمسمائةٍ وخمسون جسداً كُفنوا بالقيد .. الأجسادُ يمكن لها أن تُسلسل .. لكن النفوس الحرة أنَّا لها ذلك .


?  كل التحية ليد الحق التي أُطلقت .. فسعت وزرعت فأثمر زرعها وأينع .. وجاء اليوم ليجني الجميع الثمار بلا مٍنَّة ولا غُبن .. ليغدو الشعب هو المنتصر .. فالتحية كل التحية لهذه اليد الميمونة المباركة .. التي ينتظر منها آلافٌ أن تقدم أكثر فأكثر . 

ونحن على موعد مع مشهد من صفقة تبادل مشرفة .. يخرج بها ثلة من أبناء الوطن .. من حماة الديار ..
لا بد وأن يجول بخاطرنا مسلسل الصمود والتحدي الذي يخوضه شعبنا المقدام ..
لابد وأننا مررنا على الأم تزغرد زافةً ابنها الذي قضى نحبه في سبيل الله ..
لا بد وأن نذكر عدّاد الشهداء الذين قضوا بسبب الحصار وشح الدواء ..
لا بد وأن نذكر أيضاً أماً لا تجد حليباً ترضع صغيراً ..
وكهلاً مثقلاً بالداء لا يجد الدواء ..
وطفلاً يتمنى أن يجد لعبة تواسيه وتخفف مأساته ..
وشاباً عاطلاً عن العمل كل العمل سوى كشِّ الذباب ..
لا بد وأن نذكر صمود النبتة اليانعة الصغيرة أمام أعاصير الرصاص وفيضانات القنابل ..
ورغم أنها فقدت بعضاً من أوراقها وقدراً من ثمارها .. إلا أن جذورها ظلت ضاربةً في الأرض ..

في هذا اليوم لا بد وأن نذكر أهالي الأسرى وذويهم ..
لابد وأن نذكر الأم الصابرة التي لم تجد سوى الأثير لترسل رسائل الصمود والتحدي لابنها خلف القضبان ..
وتلك الزوجة التي ما فتأت تعتصم كل اثنين تطالب بحق زوجها في العيش بحرية ..
وتلك الصغيرة التي صرخت في وجه الإعلام : أريد أبي ..
وذلك الكهل الذي لم يتعب من حمل صورةٍ لابنه الأسير ..
وذلك الطفل الرضيع الذي فضل الصراخ والعويل مطالباً بحرية أبيه على الرضاعة من ثدي أمه .

نعم إنه مسلسل المعاناة والقهر والعذاب .. لكنه في نفس الوقت مسلسل الصمود والإباء .. مسلسل العزة والكرامة .. التي صنعت ولا تزال الانتصار تلو الانتصار .. واليوم موعدنا مع مشهد من مشاهد الانتصار .. بعد أن خرج أربعمائة وسبعون أسيراً قبل شهرين .. يخرج اليوم خمسمائة وخمسون فارساً باطلاً .. إنهم الفرسان الأحرار .. كيف لا وهم أسرى الحرية .........

نعم خرج ثلة من الأسرى ولكن هناك من ينتظر .. هناك من يتلهف لنسمات الحرية .. هناك من يتوق ليقبل تراب الأرض التي يقضي سنواته عمره فداءً لها .. هناك من ينتظر من يحرره ليعانق أهله وأحبابه .. فهل من مجيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هناك تعليق واحد:

  1. كتبتها يوم خروج الدفعة الثانية من أسرى الحرية في صفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار"

    ردحذف