الثلاثاء، 6 مارس 2012

هل من الأقدار مفر؟


هل من الأقدار مفر؟

عندما تنبئ الديكة بصياحها عن انبلاج الفجر ..وتعلن شقشقة العصافير عن انطلاق الحياة ..يهجر المرء منا فراشه ..تاركاً أحلامه وآماله التي كان يحلم بها طوال الليل ..ليجد أمامه واقعاً صعباً مريراً عليه أن يقف أمامه كالطود الشامخ ..
يعرف أنه قد يواجه شيئاً ..لكنه لا يدري ما هو ؟! ..
هل سيواجه ما يعينه من معاني الثبات والصمود ..الشموخ والإباء ..التضحية والصبر ..التقدير والحب ..الحنان والحزم ..الحكمة والفطنة .. المسئولية والتكامل ؟؟
أم أن ما سيلقاه لن يكون سوى غرسٍ لمعاني التضعضع والتراجع ..الذل والانكسار ..التشاؤم والاستسلام ..الخضوع والذبول ..التضجر والملل ..الكراهية والحقد ..التساهل واللامبالاة .. السذاجة والتغابي ..الفوضوية والعشوائية ؟؟
هو حقاً لا يدري .. لكن الواحد الأحد ..الحكيم العليم .. وحده يعلم ويدري .. ولكن علمه –عز وجل- لا يعني أنه مسيَّر في كل شيء .. فالمرء مسيَّر ومخيَّر ..
مسيَّر ..
فلا يختار أمه ولا أباه ..ولا ومسكنه ولا مأواه .. ولا أخته ولا أخاه ..ولا اسمه ولا كنيته ..ولا أين يولد ولا أين يموت ..
ومخيَّر ..
فأمامه نجدان –طريقان- ..طريق الخير وطريق الشر ..يمكنه أن يقضي الساعة من الزمن مصلياً خاشعاً خاضعاً لله .. كما يمكنه أن يقضي نفس الساعة من الزمن عاصياً متمرداً مذنباً بحق الله –عز وجل- ..
فالمرء يسير في قدر الله ..يعيش ضمن ناموس كوني عظيم مهيب .. خلقه الله العظيم فليس له إلا أن يكون كوناً عظيماً ..
والمرء منا ما هو إلا مخلوق ضعيف ضمن هذه المنظومة الكونية ..قد يقدِّر لنفسه أمراً ولكن قدر الله ينفذ ..حياة المرء أقدار ..عليه أن يكون جزءاً منها ..ولا يتمرد عليها ..لأنه شاء أم أبى فقدر الله نافذٌ لا محالة ..
ولله در محمد أبو راتب الذي كتب شعراً :
حيــــــــاة المـــــــــــــــرء أقدار بأمر الله أسـفـــــــارُ
ففيها الفرح والأحزان والأشيـــــــــــاء مقـــدارُ
يسيرهــا الإله كمـــــا يشأ لا لا كمــــا شاءوا
ويرسم خطوها الرحمن يخفض يرفع الشانُ
ونحن بدورنا نرضى فحكـــــــم الله أحكـــــــــامُ
لها التسليـــم والإيمـــــــــان والإسلام سلـــــــوانُ

هناك 3 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. لآ من مفر نحو القدر ولكن كانسآن اوهبه الله عقلا مدبرا يختار بين الخير والشر لا نقف وننتظر للقدر ان يحدث دون السعي في هذه الحياة ..
    لو كان الانسان مسيرا تماما لسقط عنه الثواب والعقاب فسبحان الله الذي جعل التوازن في كل امور الحياة

    ردحذف